الكوكب الازرق في خطر
تدهور انظمة التوازن البيئي يضع مستقبل البشرية على المحك
تدهور انظمة التوازن البيئي يضع مستقبل البشرية على المحك
رئيس كيمياويين هناء نذير كغو- مديرية بيئة نينوى
تتجلى اوضح صورة للازمة في ارتفاع حرارة المناخ الناجم عن الكثافة المرتفعة جدا لغازات الاحتباس الحراري في الجو الامر الذي يسبب استنفادا لطبقة الاوزون التي تحمي كوكبنا من اشعة الشمس فوق البنفسجية. ويوضح التقرير الثالث لهيئة الخبراء الدولية المشكلة بين الهيئات المعنية بتغيرات المناخ ان متوسط الحرارة على الارض قد يرتفع ما بين 1,4 و 5,8 درجة مئوية منذ الان وحتى اواخر القرن الحادي والعشرين وتداعيات هذا الامر قد تكون مأساوية لملايين الاشخاص. ويعد الخبراء قائمة طويلة تضم الاثار الناتجة عن هذا الارتفاع في درجة حرارة هذا الكوكب بدءا بعدم استقرار المناخ وهو المتسبب بأقوى تواتر للكوارث الطبيعية الكبرى (اعاصير ، عواصف ، زوابع) وعن تغيير مسارات التيارات البحرية التي تضبط درجات الحرارة والتي لها انعكاسات مهمة على المناخ في عدة مناطق من العالم ، ومن ثم هناك الفيضانات فالحرارة تسرع من الدورة الطبيعية للمياه على مدار السنة مما يتسبب في تكثيف عملية التبخر وبالتالي زيادة غزارة الامطار وعليه يرتفع منسوب الانهار فتحدث الفيضانات وتهيج المحيطات مهددة الاشخاص الذين يعيشون على مقربة من السواحل أي 80% من سكان العالم ناهيك عن الجفاف والتصحر اذ ان ارتفاع درجات الحرارة سيفضي الى اختفاء الماء من المناطق الاكثر تصحرا وستمتد الصحاري وستتبخر بعض البحار مثل البحر الميت او بحر ارال وسيؤدي ذوبان الكتل الثلجية والتمدد الحراري لمياه اعماق البحار تحت تأثير الحرارة الى ارتفاع منسوب مياه البحار هذا والقائمة ليست حصرية مما ينذر بخطر وشيك.
تلوث المحيطات
خلافا للافكار الموروثة فان المياه العادمة التي تخلفها الزراعة الكثيفة والصناعة ويلقى بها في الانهار والبحيرات والجداول تلوث المحيطات بقدر ضعفي معدل التلوث الذي يسفر عنه النقل البحري هذا وان عمليات التخلص من النفايات في البحار تصب فيها كل عام ما يتراوح بين مليون ومائتي الف ومليون وخمسمائة الف طن من المواد الكميائية ، ولايتعلق الامر هنا بالمحروقات حسب بل ايضا باصناف عديدة من المطهرات والزيوت المختلفة التي تلوث بلا عاقبة وبحصانة شبه كاملة مواقع في عرض البحر تكمن وراء المياه الاقليمية (200 ميل بحري) ذلك ان القاء المخلفات في البحار المكشوفة جائز ومسموح به شرط عدم تجاوز ضوابط معينة. ومن جهة اخرى تنقل الجداول والانهار ومصباتها نحو البحار كمية من المواد الضارة جدا مثل الزئبق والرصاص. ويزيد الاستخدام المفرط للاسمدة الزراعية والمبيدات واملاح النترات التي تستعمل في الزراعة المكثفة من كمية الفوسفات والامونيوم الموجودة في المياه المنصبة في البحار مما يتسبب في التكاثر السريع للطحالب – المد الاخضر – التي تخنق الحياة البحرية.
الاستغلال المفرط للموارد
تهدد تلك الظواهر مستقبل بيئة الاحياء البحرية بشكل مباشر لانها تتسبب في تراكم البقايا العفنة في مصبات الانهار التي هي بمثابة حاضنات حقيقية لـ 80% من اصناف الكائنات البحرية. وهناك خطر آخر وهو الصيد المفرط حيث تستغل الثروة السمكية بما يتجاوز طاقاتها البايولوجية ، ففي بعض المياه الاوربية يتم استغلال 40 الى 60% من مخزون الاصناف البحرية التجارية الاساسية في ظروف تهدد توالدها بالهلاك. واخيرا فان زيادة الضغط السكاني ، حيث يتوقع وصول عدد سكان العالم الى 8 مليارات نسمة في عام 2020 ، لايمكنها الا ان تؤدي الى تفاقم المشاكل التي تسببها النفايات الملوثة سواء تعلق الامر بتلك التي تنبثق عن الزراعة او الصناعة او وسائل النقل او تلك المتأتية من الافراد. ومع ذلك فان الحلول متاحة في كل هذه المجالات وتظل المسألة قبل كل شيء مرهونة بالارادة السياسية ، بيد ان هذه الارادة تعتمد الى حد كبير على وعي المواطنين. ومن هذا المنطلق تتضح امامنا اهمية الرهان الاساسي القادم على تغيير العقليات وما يمثله من تحد كي يلتزم كل منا باعادة التفكير في علاقاته بالبيئة.
الخبراء يدقون ناقوس الخطر
"وصل تدهور انظمة التوازن البيئي الى حالة سيئة جدا لدرجة بات معها مستقبل البشرية على المحك".. ان هذا التصريح المثير للقلق مأخوذ من التقرير الذي تم اعداده تحت رعاية منظمة الامم المتحدة من قبل نحو الف متخصص في مجال العلوم ينتمون الى 95 بلدا ، ويخلص هذا التقرير الى استنتاج اول مفاده ان تلبية احتياجات السكان من طعام وماء واخشاب وألياف ووقود جعلت الانسان يحدث خللا في توازن الانظمة البيئية الكبرى باستنزافه للموارد وذلك في مدة تعدت بالكاد خمسين عاما الا ان العناصر التي تزخر بها الغابات واحراج السافانا والمحيطات وكذلك وظيفتها في ضبط التوازن هي امور ضرورية لاغنى عنها من اجل استمرار الحياة لانها تنقي الهواء وتمدنا بالمياه العذبة وبالصيد الوفير وبالادوية وتحافظ على استقرار المناخ وتحد من تعرية التربة ومن تأثير الكوارث الطبيعية. اما الاستنتاج الثاني فمفاده ان الوقت يداهمنا وليس امامنا سوى اربعين عاما بالكاد كي نقلب خلالها الموازين. ويعد الخبراء ان 60% من انظمتنا البيئية مهددة بشدة ومن المنتظر ان يستفحل الامر تحت تأثير ارتفاع حرارة الجو اذا لم نغير سلوكنا فنتجه نحو التنمية المستديمة آخذين بعين الاعتبار الثمن الذي ينبغي دفعه مقابل الخدمات التي تقدمها لنا الطبيعة فاننا سوف نترك عالما تمسي فيه الحياة مستحيلة. ذلك مايؤكده الخبراء من رجال العلم الذين وضعوا قائمة بالاولويات ونذكر منها : الحفاظ على احتياطي المياه العذبة ، علما ان المخزون الحالي بات يقل عن احتياجاتنا ، ويؤكد التقرير على ضرورة الغاء الاعانات المالية الحكومية المخصصة لقطاع الزراعة نظرا لكونها تيسر التفاوت غير المنصف بين الدول الغنية والفقيرة. وتأسيا بما صرح به كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة.. لايمكن ان نأمل في بناء مستقبل دائم الا اذا وفينا مجموع مواردنا الطبيعية والبشرية القيمة حقها.
يتبع====ـــ|
تتجلى اوضح صورة للازمة في ارتفاع حرارة المناخ الناجم عن الكثافة المرتفعة جدا لغازات الاحتباس الحراري في الجو الامر الذي يسبب استنفادا لطبقة الاوزون التي تحمي كوكبنا من اشعة الشمس فوق البنفسجية. ويوضح التقرير الثالث لهيئة الخبراء الدولية المشكلة بين الهيئات المعنية بتغيرات المناخ ان متوسط الحرارة على الارض قد يرتفع ما بين 1,4 و 5,8 درجة مئوية منذ الان وحتى اواخر القرن الحادي والعشرين وتداعيات هذا الامر قد تكون مأساوية لملايين الاشخاص. ويعد الخبراء قائمة طويلة تضم الاثار الناتجة عن هذا الارتفاع في درجة حرارة هذا الكوكب بدءا بعدم استقرار المناخ وهو المتسبب بأقوى تواتر للكوارث الطبيعية الكبرى (اعاصير ، عواصف ، زوابع) وعن تغيير مسارات التيارات البحرية التي تضبط درجات الحرارة والتي لها انعكاسات مهمة على المناخ في عدة مناطق من العالم ، ومن ثم هناك الفيضانات فالحرارة تسرع من الدورة الطبيعية للمياه على مدار السنة مما يتسبب في تكثيف عملية التبخر وبالتالي زيادة غزارة الامطار وعليه يرتفع منسوب الانهار فتحدث الفيضانات وتهيج المحيطات مهددة الاشخاص الذين يعيشون على مقربة من السواحل أي 80% من سكان العالم ناهيك عن الجفاف والتصحر اذ ان ارتفاع درجات الحرارة سيفضي الى اختفاء الماء من المناطق الاكثر تصحرا وستمتد الصحاري وستتبخر بعض البحار مثل البحر الميت او بحر ارال وسيؤدي ذوبان الكتل الثلجية والتمدد الحراري لمياه اعماق البحار تحت تأثير الحرارة الى ارتفاع منسوب مياه البحار هذا والقائمة ليست حصرية مما ينذر بخطر وشيك.
تلوث المحيطات
خلافا للافكار الموروثة فان المياه العادمة التي تخلفها الزراعة الكثيفة والصناعة ويلقى بها في الانهار والبحيرات والجداول تلوث المحيطات بقدر ضعفي معدل التلوث الذي يسفر عنه النقل البحري هذا وان عمليات التخلص من النفايات في البحار تصب فيها كل عام ما يتراوح بين مليون ومائتي الف ومليون وخمسمائة الف طن من المواد الكميائية ، ولايتعلق الامر هنا بالمحروقات حسب بل ايضا باصناف عديدة من المطهرات والزيوت المختلفة التي تلوث بلا عاقبة وبحصانة شبه كاملة مواقع في عرض البحر تكمن وراء المياه الاقليمية (200 ميل بحري) ذلك ان القاء المخلفات في البحار المكشوفة جائز ومسموح به شرط عدم تجاوز ضوابط معينة. ومن جهة اخرى تنقل الجداول والانهار ومصباتها نحو البحار كمية من المواد الضارة جدا مثل الزئبق والرصاص. ويزيد الاستخدام المفرط للاسمدة الزراعية والمبيدات واملاح النترات التي تستعمل في الزراعة المكثفة من كمية الفوسفات والامونيوم الموجودة في المياه المنصبة في البحار مما يتسبب في التكاثر السريع للطحالب – المد الاخضر – التي تخنق الحياة البحرية.
الاستغلال المفرط للموارد
تهدد تلك الظواهر مستقبل بيئة الاحياء البحرية بشكل مباشر لانها تتسبب في تراكم البقايا العفنة في مصبات الانهار التي هي بمثابة حاضنات حقيقية لـ 80% من اصناف الكائنات البحرية. وهناك خطر آخر وهو الصيد المفرط حيث تستغل الثروة السمكية بما يتجاوز طاقاتها البايولوجية ، ففي بعض المياه الاوربية يتم استغلال 40 الى 60% من مخزون الاصناف البحرية التجارية الاساسية في ظروف تهدد توالدها بالهلاك. واخيرا فان زيادة الضغط السكاني ، حيث يتوقع وصول عدد سكان العالم الى 8 مليارات نسمة في عام 2020 ، لايمكنها الا ان تؤدي الى تفاقم المشاكل التي تسببها النفايات الملوثة سواء تعلق الامر بتلك التي تنبثق عن الزراعة او الصناعة او وسائل النقل او تلك المتأتية من الافراد. ومع ذلك فان الحلول متاحة في كل هذه المجالات وتظل المسألة قبل كل شيء مرهونة بالارادة السياسية ، بيد ان هذه الارادة تعتمد الى حد كبير على وعي المواطنين. ومن هذا المنطلق تتضح امامنا اهمية الرهان الاساسي القادم على تغيير العقليات وما يمثله من تحد كي يلتزم كل منا باعادة التفكير في علاقاته بالبيئة.
الخبراء يدقون ناقوس الخطر
"وصل تدهور انظمة التوازن البيئي الى حالة سيئة جدا لدرجة بات معها مستقبل البشرية على المحك".. ان هذا التصريح المثير للقلق مأخوذ من التقرير الذي تم اعداده تحت رعاية منظمة الامم المتحدة من قبل نحو الف متخصص في مجال العلوم ينتمون الى 95 بلدا ، ويخلص هذا التقرير الى استنتاج اول مفاده ان تلبية احتياجات السكان من طعام وماء واخشاب وألياف ووقود جعلت الانسان يحدث خللا في توازن الانظمة البيئية الكبرى باستنزافه للموارد وذلك في مدة تعدت بالكاد خمسين عاما الا ان العناصر التي تزخر بها الغابات واحراج السافانا والمحيطات وكذلك وظيفتها في ضبط التوازن هي امور ضرورية لاغنى عنها من اجل استمرار الحياة لانها تنقي الهواء وتمدنا بالمياه العذبة وبالصيد الوفير وبالادوية وتحافظ على استقرار المناخ وتحد من تعرية التربة ومن تأثير الكوارث الطبيعية. اما الاستنتاج الثاني فمفاده ان الوقت يداهمنا وليس امامنا سوى اربعين عاما بالكاد كي نقلب خلالها الموازين. ويعد الخبراء ان 60% من انظمتنا البيئية مهددة بشدة ومن المنتظر ان يستفحل الامر تحت تأثير ارتفاع حرارة الجو اذا لم نغير سلوكنا فنتجه نحو التنمية المستديمة آخذين بعين الاعتبار الثمن الذي ينبغي دفعه مقابل الخدمات التي تقدمها لنا الطبيعة فاننا سوف نترك عالما تمسي فيه الحياة مستحيلة. ذلك مايؤكده الخبراء من رجال العلم الذين وضعوا قائمة بالاولويات ونذكر منها : الحفاظ على احتياطي المياه العذبة ، علما ان المخزون الحالي بات يقل عن احتياجاتنا ، ويؤكد التقرير على ضرورة الغاء الاعانات المالية الحكومية المخصصة لقطاع الزراعة نظرا لكونها تيسر التفاوت غير المنصف بين الدول الغنية والفقيرة. وتأسيا بما صرح به كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة.. لايمكن ان نأمل في بناء مستقبل دائم الا اذا وفينا مجموع مواردنا الطبيعية والبشرية القيمة حقها.
يتبع====ـــ|