منتديات بدون عنوان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبد الكريم العروسي أشعار .برامج .شروحات البرامج


    تأثير الصلاة على الفرد والمجتمع

    karix
    karix
    مديــــر المنتدى


    ذكر
    عدد الرسائل : 117
    العمر : 39
    الصور الشخصية : 0
    تاريخ التسجيل : 18/01/2007

    ملف الشخصي
    الأول: 1

    تأثير الصلاة على الفرد والمجتمع Empty تأثير الصلاة على الفرد والمجتمع

    مُساهمة من طرف karix الثلاثاء 26 فبراير 2008 - 13:07

    تأثير الصلاة على الفرد والمجتمع


    على رغم أنّ فلسفة الصلاة لا تخفى على أحد ، إلاّ أنّ التدقيق في نصوص الآيات والروايات الإسلامية يرشدنا إلى نكات أكثر في هذا المجال :

    1ـ روح ، أساس ، هدف ، أصل ، مقدّمة ، نتيجة ، وأخيراً فلسفة الصلاة ذكر الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت : 45 ، وعرّف على أنّه أفضل نتيجة .

    الصلاة وسيلة لغسل الذنوب والمغفرة والرحمة الإلهية ، لأنّها تدعو الإنسان شاء أم أبى نحو التوبة وإصلاح الماضي ، لذا جاء في حديث عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أنّه سأل أصحابه : ( إذا كَانَ فِي بابِ أَحَدُكُم نَهر مِنْ ماء صاف ، وَكَانَ يَغسِلُ نَفسَهُ فِيهِ خَمسَ مرَّات كُلَّ يَوم ، فَهَلْ يَبقى عَلى بَدَنِهِ أَوساخ وَقَذارَة ) ؟

    فأجابُوا : كلاّ .

    قَالَ : ( الصَّلاةُ كَالمَاءِ الجاري ، فَكَلَّما صَلّى الإنسانُ مُحِيتْ الذُّنُوبُ التي ارتَكَبَها بَينَ الصَّلاتَينِ ) .

    وعلى هذا تلتئم الجروح الواردة على روح الإنسان من أثر الذنوب ببلسم الصلاة ويزول الصدأ الجاثم على القلب .

    3ـ الصلاة سدّ أمام الذنوب المستقبلية ، لأنّها تقوّي روح الإيمان في الإنسان ، وتنصّي فرسة التقوى في القلب ، ونعلم أنّ الإيمان والتقوى أقوى شدّ أمام الذنوب ، وهذا هو الذي ذكر في القرآن الكريم بعنوان النهي عن الفحشاء والمنكر ، وكما نقرأ في أحاديث متعدّدة عندما يؤتى إلى الأئمّة للسؤال عن المذنبين فيقولون : ( لا تهتمّوا فإنّ الصلاة تصلحهم ) ، وفعلاً حصل ذلك .

    4ـ الصلاة تزيل الغفلة ، فمن أكبر مصائب السائرين على طريق الحق نسيانهم هذه الخلقة في الحياة المادّية ولذائذها العابرة ، ولكنّ الصلاة تنبّههم وتحذرهم باستمرار ، وتذكّرهم بهدف الخلقة والإبداع ، وتلفت انتباههم إلى مكانتهم في العالم ، وهذه نعمة عظيمة أن يملك الإنسان وسيلة تنبّهه مراراً في اليوم والليلة .

    5ـ الصلاة تحبط التكبّر لأنّ الإنسان يضع جبهته على التراب وينحني لله في سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة وفي كل ركعة مرّتين ، فيرى نفسه صغيراً جدّاً أمام عظمة الله تعالى ، بل صفراً أمام عدم نهايته .

    يضع حجب الغرور جانباً ويقمع التكبّر ، لهذا السبب قال الإمام علي ( عليه السلام ) في الحديث المعروف الذي أوضح فيه فلسفة العبادات الإسلامية ، وبيّن أنّ أولى العبادات بعد الإيمان الصلاة : ( أَوجَبَ اللهُ الإِيمانَ لِتَطهِيرِ النّاسَ مِنَ الشِّركِ والصّلاةَ لِتطهِيرهم مِنَ الكِبرِ ) .

    6ـ الصلاة وسيلة لتهذيب الفضائل الأخلاقية والتكامل للإنسان ، لأنّها تخرج الإنسان من العالم المادّي المحدود والجدران الأربعة للطبيعة ، وتدعوه إلى الملكوت السماوي ، وتجعله متناغماً مع الملائكة وصاحب سرّهم ، ويرى نفسه أمام الله تعالى بلا حاجة إلى واسطة ويتكلّم معه .

    تكرار هذا العمل في الليل والنهار وبالاعتماد على صفات الله الرحمانية والرحيمية وعظمته ، خصوصاً مع الاستعانة بسور القرآن بعد الحمد التي أفضل دعوة للخير والنقاء ، له الأثر الملحوظ في التهذيب الفضائل الأخلاقية في وجود الإنسان ، لذا نقرأ في حديث عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في فلسفة الصلاة : ( الصّلاةُ قُربان كلِّ تقي ) .

    7ـ تهب الصلاة القيمة لسائر أعمال الإنسان ، لأنّها تحيي روح الأخلاق ، فهي عبارة عن مجموعة من النية الخالصة ، والقول الطاهر ، والأعمال النقية ، تكرار هذا المجموع في اليوم والليلة يغرس بذور سائر الأعمال الحسنة في روح الإنسان ، ويقوّي روح الإخلاص لديه ، لذا نقرأ في حديث معروف عن الإمام علي ( عليه السلام ) ضمن وصاياه ـ بعد ما شقّ ابن ملجم الكافر رأسه الشريف بالسيف ـ : ( اللهَ اللهَ فِي الصّلاةِ فإنّها عَمُودُ دِينِكُم ) .

    نعلم أنّه عندما يتكسّر عمود الخيمة أو يسقط لا أثر للحبال والأوتاد مهما كانت متينة ، كذلك عندما يزول ارتباط الصلاة بين الله وعبده يفقد العبد أعماله الأُخرى .

    وجاء في حديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أَوّلُ ما يُسألُ العَبدُ يَومَ القِيامَةِ فِي الصّلاةُ ، إنْ قُبِلتْ قُبِلَ ما سِواها ، وإنْ رُدَّتْ رُدَّ ما سِواها ) .

    يمكن أن يكون سبب هذا الحديث أنّ الصلاة رمز الارتباط بين الخلق والخالق ، فإذا أُنجزت بصورة صحيحة يُحيى فيه قصد القربة والإخلاص التي تعتبر وسيلة لقبول سائر الأعمال ، وإلاّ تصبح باقي أعماله ملوّثة ومشوبة ، وتسقط عن درجة الاعتبار .

    8ـ الصلاة تدعو إلى تطهير الحياة بغضّ النظر عن محتواها ، وبالالتفات إلى شروط صحّتها ، لأنّنا نعلم أنّ مكان المصلي ولباسه والفراش الذي يصلّي عليه ، والماء الذي يتوضّأ أو يغتسل منه ، والمحل الذي يؤدّي الوضوء أو الغسل فيه ، يجب أن تكون طاهرة من كلّ ألوان الغصب والتعدّي على حقوق الآخرين ، كيف يمكن للشخص المتجاوز الظالم ، الربوي ، الغاصب ، المطفّف ، المرتشي والكاسب للأموال الحرام أن يهيأ مقدّمات الصلاة ؟

    بناءً على ذلك يعتبر تكرار الصلاة خمس مرّات في اليوم والليلة دعوة لرعاية حقوق الآخرين .

    9ـ للصلاة بالإضافة إلى شروط الصحّة شروط القبول ، وبتعبير آخر شروط الكمال ، وتعتبر رعاية تلك الشروط أيضاً عامل مؤثّر آخر لترك الكثير من الذنوب .

    ذكرت في الكتب الفقهية ومصادر الحديث أُموراً كثيرة بعنوان موانع قبول الصلاة ، ومن جملة ذلك مسألة شرب الخمر ، فقد جاء في الروايات : ( لا تُقبَلُ صلاةَ شاربِ الخَمرِ إلى أَربَعِينَ يَوماً إلاّ أنْ يَتُوبَ ) .

    وصُرّح في روايات أخرى بعدم قبول صلاة من لا يدفع الزكاة ، وتقول روايات أُخرى كذلك : أكل مال الحرام أو العجب والتكبّر من موانع قبول الصلاة ، وواضح أن توفير شروط القبول كم هو بنّاء ؟10ـ تقوّي الصلاة روح الانضباط في الإنسان ، فإنّها يجب أن تؤدّى في أوقات معيّنة ودقيقة ، والتقديم والتأخير يوجبان بطلانها ، كذلك هناك آداب وأحكام أخرى في مورد النية والقيام والقعود والركوع والسجود وأمثالها ، تؤدّي رعايتها إلى تسهيل قبول الانضباط الكامل في برامج الحياة .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 1:50